عمير رفافورط

يزيد الإتفاق المعقود في لوزان بين إيران والست دول العظمى، بشكل غير معقول، من إحتمالية أن تضطر إسرائيل لمهاجمة المنشآت النووي الإيرانية.

إعتباراً من صباح يوم الاثنين، وأقل من 36 ساعة قبل “آخر ميعاد” محدد للتوقيع على الإتفاق، تحرص جميع الأطراف على التوصل الى إتفاق، وخصوصاً الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” ووزير الخارجية “جون كيري” والإيرانيين أنفسهم. إسرائيل في حالة إحباط: فالموقف الرسمي لوزارة الدفاع ورئيس الوزراء هو أن عدم توقيع الإتفاق، وإستمرار العقوبات الاقتصادية الثقيلة على إيران أفضل من الإتفاقية التي ستُحول إيران إلى دولة نووية فعلياً، خصوصاً مع الشرعية التي تعطيها لها دول الغرب وروسيا.

جدير بالذكر أنه بداخل المنظومة الأمنية يوجد رأى يتبناه قليلون، يقول بأن هذا هو “أخف الضررين” من ناحية إسرائيل، بسبب أنه سيساعد في تأجيل المشروع النووي الإيراني، وسيكون أفضل بكثير من الهجوم الجوي. ولكن موقف أغلب المسئولين الأمنيين، هو أن الإتفاق سيتسبب في تدهور شديد في وضع الشرق الأوسط.

يثقون في المنظومة الأمنية أن إيران ستُخل بالتفاهمات مع الغرب، مثلما فعلت في إتفاقات سابقة، وعاجلاً أو آجلاً ستعلن عن تحولها لدولة نووية. وكون إيران محتفظة بـ 6000 من أجهزة الطرد المركزي حسب الإتفاق المعقود، وحقيقة أنها ستستمر في تطوير مشروعات الصواريخ البالستية وتورطها في الإرهاب في كل أنحاء الشرق الأوسط، سيضطر الدول العربية المعتدلة إلى الدخول في سباق التسلح، محاولين الرد على التهديد الإيراني، الموجه إليهم أيضاً.

يمكن أن يُجبر الإتفاق المزمع عقده الحكومة الجديدة التي ستشكل في إسرائيل، على إصدار قرار مأساوي: هل يمكن تقبُل إيران كدولة نووية أم ستُصدر الأوامر للجيش الإسرائيلي بتنفيذ الهجوم المخطط له منذ سنوات حسب ما تم نشره في هذا السياق.

وفيما يلي بعض الأسباب التي يحتمل أن تكون محل نقاش في المنظومة الأمنية حول سبب الهجوم بعد الإتفاق وسبب عدم الهجوم:

لماذا نعم؟

سيساعد الهجوم الإسرائيلي في الحفاظ على إستراتيجيتها والتي تقضى بعدم السماح لأي دولة معادية بإمتلاك سلاح نووي. حققت الهجمتان التي قامت بهم إسرائيل في العراق وفي سوريا (وفقاً للتقارير)، أهدافها وأوقفت مشروعات نووية متقدمة.

حسب وجهة نظر مؤيدي الإتفاق، الإتفاق يثبت أن إسرائيل تستطيع فقط ان تعتمد على نفسها، ولذلك يجب الهجوم بشكل مباشر (عن طريق سلاج الجو) أو عن طريق عمليات تخريبية سرية سريعة، حيث يقدر متخصصون أن الهجوم الجوي سيؤجل المشروع النووي الإيراني لعدة سنوات.

لماذا لا؟

خلافاً للوضع في العراق وسوريا، الهجوم على إيران هو إجراء من المحتمل أن يؤدي إلى تبعات سياسية وعسكرية. من الناحية السياسية ستضطر إسرائيل إلى مواجهة حقيقة أن إيران يُحتمل أن توقع على الإتفاق مع الدول العظمى الست الأهم على مستوى العالم (بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين والولايات المتحدة الأمريكية)، بحيث أن أي هجوم سيكون تحدياً لهم. ومن الناحية العسكرية، ومن المتوقع  أن يضع كون  أغلب المنشآت النووية الإيرانية تم توزيعها في مناطق كثيرة وإخفائها تحت الأرض، صعوبات أمام الهجوم الإسرائيلي. وسيؤدى أى هجوم فى الحقيقة إلى حرب صواريخ مؤكدة بين إسرائيل وإيران وحزب الله تشكل إعتبار آخر سيؤثر على صانعي القرار.

ما هو السيناريو المتوقع؟

على الرغم من الإحتجاجات الإسرائيلية، سيتم التوقيع على إتفاق تفاهمات مع إيران من أجل إتفاق دائم والذي يمكن التوقيع عليه في شهر يونيو. وبعد التوقيع على الإتفاق ستبذل إسرائيل ومسئولين في الإستخبارات الأمريكية كل جهدهم من أجل إثبات أن إيران ستستمر في مشروعها النووي العسكري، هذا الأمر سيؤدي إلى إلغاء الإتفاق وتجديد العقوبات بصورة أقوى.