ميدل نيوز

تُظهر بيانات اليونسكو (منظمة التعليم والعلم والثقافة) التابعة للأمم المتحدة أن متوسط قراءة المواطن العربي عدد قليل جداً من الكتب. فبالفعل، يقرأ 80 مواطن عربي معاً كتاب واحد في السنة في المتوسط (هذا إن لم نحسب كتاب القرآن). وبكلمات أخرى يقرأ المواطن العربي في المتوسط أقل من 2 % من الكتاب. بينما يقرأ المواطن الأوروبي والإسرائيلي عدد كبير من الكتب على مدار العام.

ولا تعرض أي تقارير أخرى إحصاء محفز حيال العالم العربي. ونشر تقرير لـــ “مؤسسة الفكر العربي” يبرز على سبيل المثال أن المواطن العربي يقرأ في المتوسط حوالي ستة دقائق في السنة، في حين يقرأ نظيره الأوروبي بمتوسط 200 ساعة. وأعلى معدلات قراءة في الدول العربية هي في لبنان ومصر والمغرب.

بالنسبة لإنتاج الكتب، وُجد أنه في الدول العربية يتم نشر أقل من 5.000 كتاب جديد كل عام، بينما في الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال تصل الكتب إلى حوالي 300.000 كتاب جديد. وأيضاً من ناحية النسخ المطبوعة من كل كتاب جديد هناك فجوة كبيرة بين الشرق الأوسط والغرب.

ظاهرة هامة أخرى، أشارت إليها البوابة الثقافية 22 في المقال الذي نُشر مؤخراً، وهي الكمية الصغيرة جداً للكتب المترجمة من اللغة الإنجليزية ومن اللغات الأخرى إلى اللغة العربية. وبصورة أكثر غرابة كمية الكتب التي تمت ترجمتها إلى اللغة العربية منذ فجر الإسلام يساوي عدد الكتب المترجمة إلى الإسبانية في سنة واحدة.

لماذا مواطني الدول العربية لا يقرأون الكتب؟ وأحد أسباب ذلك وحسب منظمة اليونسكو، هو معدلات الأمية العالية في العالم العربي نسبياً، وتصل تلك المعدلات إلى 20 % (أغلبهم من النساء). وإذا أضفنا إلى تلك البيانات فإن العرب الكثيرين الذين يعيشون تحت خط الفقر يهتمون فقط بتوفير حاجاتهم الأساسية وليس بقراءة الكتب، ستكون صورة أكثر وضوحا قليلا.

بالإضافة إلى أنه يوجد من يربطون بين الإهتمام بالقراءة وبين طبيعة النظام الحاكم. وحسب قول هؤلاء، فإنه في الأماكن التي تنعم بالحريات تكون معدلات القراءة عالية، يرى المواطن في المجتمعات الديمقراطية نفسه كشخص مؤثر ناشط في الحياة العامة. لذلك يهتم كثيراً بالنتاج الثقافي والسياسي للمجتمع. في العالم العربي في مقابل هذا أغلب المواطنين لا يشعرون بإنتمائهم ولذلك فإن الإهتمام بالقراءة يقل.

وفي النهاية تجدر الإشارة إلى ظاهرة الإزدواجية المنتشرة في المجتمعات العربية. الإزدواجية هي حالة فيها الفجوة بين اللغة المنطوقة وبين المكتوبة. تستخدم اللغة العربية الأدبية في الدول العربية كلغة الكتابة في الكتب، وأما لغة الحديث اليومي هي لهجة عربية محلية، والتي تتغير من دولة إلى أخرى. هكذا يحدث أن عرباً كثيرين لا يعرفون كيفية الوصول إلى اللغة الأدبية التي تميز الكتب.