تشهد اليوم القاعدة البحرية العسكرية دفعة تجنيد جديدة حيث اتضحت أهمية هذه القوات للغاية في عملية الجرف الصامد الأخيرة وتستمر في تطورها كي تواكب التغيرات على الساحة من قوافل صيد عدائية وعمليات تهريب للأسلحة فهذه هي التهديدات الجديدة التي سيواجهونها أثناء خدمتهم.
يقوم زورق الصواريخ ساعار بالانطلاق من رصيف الميناء والإبحار في اتجاه غزة، فمن الراسخ لدى جميع المغاوير ( المقاتلين البحريين) أن السفينة أكثر أمناً في وسط البحر. وانتقالها من مكان إلي آخر يجعل من الصعب رصدها واستهدافها بواسطة الصواريخ، إن الجنود يتدربون على ذلك كي يصبحوا اكثر استعدادا للهجوم. حيث سيبقي قائد زورق الصواريخ على اتصال دائم مع قائد كتيبة المدرعات الذي يقترب في جنح الظلام على البر من الشاطئ. المهمة هي توفير غطاء من البحر للدبابات التي تقوم بالتقدم. يقوم قائد الكتيبة المدرعة بتولى عملية القيادة وتوجيه قائد زورق الصواريخ بكيفية مساعدته ويعملون كفريق واحد. إن مثل هذه التجربة قد تكررت مرات عدة في عملية الجرف الصامد الأخيرة مما ضاعف الوعى بأهمية التنسيق والاندماج بين الأسلحة المختلفة.
لقد أضحت تحديات الحدود البحرية أكثر تعقيداً وما رأيناه في الصيف الماضي هو جزء صغير من القدرات البحرية لحماس في الحرب البحرية. ولكن إذا كانت المعركة البحرية التي جرت أثناء الجرف الصامد تهدف إلي مساعدة القوات بالبرية وتدمير أهداف محددة فإن المهمة البحرية القادمة ستكون أكثر تعقيداً وفي هذا الصدد يقول العقيد أفي أفسكر قائد شعبة العمليات في قاعدة أشدود ” إننا نعتقد أن حماس سيقوم باستخدام قوته البحرية بشكل مكثف في الحرب القادمة” .
وأضاف أفسكر ” ستحاول حماس أن تقوم بمهاجمتنا عن طريق البحر بأي طريقة كانت فما يريدونه هو الحاق الضرر بقواتنا عن طريق البر أو البحر أو استهداف مواقع على الساحل، لذا فنحن لم نغير فقط طريقة التفكير تجاه حماس، فنحن نعلم جيداً لماذا يخططون ونعلم أنه تهديد ليس بالهين فهم يتحدون تمسكنا بالقيم ويستغلون التباين في المعاملة بين المدنيين والإرهابيين بشكل كبير لذا يجب علينا أن نتعامل مع هذا ” .
في أعقاب عملية الغواصين لساحل زيكيم قمنا برفع كفاءه منظومات المراقبة والتحكم
إن القوات البحرية تقوم بتطوير نفسها لتواكب التغيرات التي نشأت في أعقاب المعركة في الساحة الجنوبية وتستعد لأى تغيير محتمل. لذا فإن استخلاص الدروس أو العبر من الحملة الأخيرة تم بالتوازي مع العمليات التي جرت في الساحة الجنوبية من مكافحة لعمليات التهريب البحري واستفزازات قوارب الصيد الغزاوية بالقرب من الساحل. أحد أبرز الأحداث البحرية التي لا تنسى من عملية الجرف الصامد هو تسلل إثنين من الغواصين الذين قاموا بالسباحة من غزة إلي شاطئ زيكيم. وكان قد تم اكتشاف عملية التسلل بواسطة جهاز مراقبة وتحكم بحري وتم رصده والسيطرة على المتسللين في الحال وفي أعقاب الحادث تم تحسين قدرة منظومة المراقبة بشكل جذري حيث يقول العقيد أفسكر ” لقد قمنا بتركيب رادارات جديدة من أجل الكشف عن الغواصين تحت الماء وطورنا من قدرة الأجهزة الحالية التي تعمل فوق سطح الماء، لقد أصبحت مهمة المراقبة والسيطرة البحرية ذات أهمية كبيرة وتتطلب مستوي عالي من الحرفية أكثر من أي وقت مضى” .
إن دفعات التجنيد التي انضمت للخدمة مؤخراً تم تأهيلهم للعمل على المنظومات الجديدة وتم تدريبهم بشكل خاص للتعرف أيضاً على المسارات البرية وذلك كي يستطيعوا التعرف على الأشخاص والأغراض الصغيرة على سطح البحر أو الملقاة بالقرب من الساحل- مثل هؤلاء الغواصين الذين تم رصدهم أثناء خروجهم من المياه بالقرب من ساحل زكيم حيث يقول قائد كتيبة المراقبة والسيطرة الرائد نداف كيمنر ” إن كل منظومة مراقبة وسيطرة تعمل تحت الماء تم وضعها هذا العام، تطلبت قدر مكثف من التدريب والتأهيل للعاملين عليها وبالتوازي مع ذلك قمنا بعمل تأهيل مكثف للمنظومات التي تعمل فوق سطح الماء بل وقمنا بالتعاون مع القوات البرية التي تراقب خط الساحل وتم استخدام أجهزة جديدة قصيرة المدى تستطيع الكشف عن أي سباحين أو أغراض صغيرة على الشاطئ.
هذا ولم يقتصر الأمر فقط على تطوير منظومات مراقبة الساحل هذا العام وإنما تم العمل على تدريب الوحدات المقاتلة بعد الحملة الأخيرة لتحسين تعاملهم مع تهديدات الغواصين في عرض البحر وإحباط محاولات وصولهم إلي الشاطئ وفي هذا الإطار يتم حالياً دمج تدريبات وحدتي الزعانف والسفن في كتيبة الأمن العائم كوحدة واحدة وذلك من أجل تحسين إستجابة الغواصين للتهديدات البحرية الإرهابية والأعمال العدائية البحرية، اليوم لدينا سيناريوهات تدريب أكثر تعقيداً وشمولاً ، حيث يضيف العقيد أفسكر” إن تدريباتنا معتمدة على المعلومات المخابراتية ويتم تعديلها وفقاً لتطور قدرات حماس وهي أقرب للواقع، ووفقاً للمنظور الوقائي لما حدث تحت الماء فإن وحدة الزعانف هي الأداة الرئيسية لإحباط أي عمليات إرهابية بالإضافة إلي أدوات الأمن الإضافية الحالية المستعدة للرد على أي تهديد محتمل”