يكتمل هذا الشهر العام الأول للإنتخابات للكنيست العشرين، والإنتخابات القادمة –بخلاف جبال الظلام- بعد ثلاثة أعوام ونصف. لكن المنظومة السياسية تغلى، وفى حالة عصبية وهائجة كعش من الدبابير تحيط به المبيدات الحشرية. والحديث حولها يدور فى محور واحد ووحيد؛ وهو كيف تنهى الحكم المتواصل لبنيامين نتنياهو، كيف تجعل فترة حكمه الرابعه آخر فترة له.
ليس هناك سياسى رفيع المستوى، فى الإئتلاف أو فى المعارضة، لايغوص فى مثل هذه الإهتمامات أو غيرها فى هذا المشروع الذى يشمل الجميع من بناء لآلية، وصياغة الصيغة الغالبة التى تشق الجين البالغ من العمر عشر سنوات الخاص بنتنياهو. يهتم غالبيتهم بذلك على الصعيد الفلسفى؛ المناحة والشكوى والبكاء، وسنكون هكذا طالما أنه هنا. وهناك آخرين، -أكثر عملية، يفكرون فى طريقة عمل. من الحوارات التى أجراها الموقع أدناه مع عدد من شركاء السر عثر على قاسم مشترك واحد هناك اتفاق عليه، وهو الحاجة إلى بناء منظومة.
الإجماع الذى تمت بلورته هو أن نتنياهو لايمكن أن تتم إزاحته طالما أن النظام السياسى على وضعه الحالى. من المنطقى الإفتراض بأنه سيضمن نجاحه أيضاً فى المرة القادمة. ليس من الصعب تخمين المشتبهين الحاليين المناهضين لنتنياهو ذوى الولاء والذين من المفترض أن يشاركوا فى مثل هذه الأحداث المستقبلية، موشيه كحلون رئيس كولانو وأفيجادور ليبرمان رئيس إسرائيل بيتنا، ويائير لابيد رئيس ييش عتيد.
الليكودى جدعون ساعر الذى يذكر اسمه فى هذه السياقات، وجابى أشكنازى. رئيس هيئة الأركان العامة السابق يميل حالياً إلى المنافسة فى الإنتخابات القادمة، بالطبع ليس كرقم 2 ليائير لابيد. بالطبع ليس فى المعسكر الصهيونى، حتى وإن قدمت له رئاسته على طبق من فضة وعليه رأس بوﭼﻱ هرتسوج وشيلى يحيموفيتش. إنه مقتنع بأن العلامة التجارية التى تتعرض للضربات أنهت دورها التاريخى كحزب حاكم فى البلاد.
إن الإفتراض العملى الرائج هو أن تشكيل سياسى جديد يضم عدداً من هؤلاء الوجهاء –واحد فقط ليس كافياً- من المفترض أن يخترق الجدار وينتج الشروط المطلوبة لتغيير السلطة. الإستطلاعات المتعمقة التى تجرى فى هذه الأيام تعكس أمرين:-
أ- أن هناك تقريباً ثلثى عدد المصوتين يريدون فى رؤية نتنياهو يحزم أمتعته ويبتعد بزوجته وولديه إلى قيسارية للأبد.
ب- هناك معدل كبير من المصوتين لايرى له بديلاً. والإستنتاج هو أنه كلما بقى هذا النوع الثانى كلما بقى نتنياهو فى نظره ونظرنا.
جلس الجالسون ووصلوا إلى استنتاج أنه بانظر إلى الوضع المحزن الذى لايوجد فيه منافس يعادل نتنياهو، والطريقة الوحيدة هى لدغ حزبه. ونقل مقاعد من الليكود إلى إطار جديد ذو صبغة يمينية خفيفة تجعل فى قيادتها مجموعة من الشخصيات التى تنزلق بسهولة فى حنجرة الليكودى المعتدل، الذى يصف نفسه بأنه ” يسير مع الإتجاه السائد”. وذاك الذى يهتم باستمرار سلطة اليمين لكنه سئم ” عائلة نتنياهو” كما قال ليبرمان فى هذا الأسبوع.
وطالما أن الموضوع الأمنى هو المسيطر على الحديث الإسرائيلى، فإن التشكيل المنطقى مظطر إلى أن يأتى من صفوف اليمين-الوسط. اليسار ليس حلاً، إنه جزء من المشكله. كحلون وساعر ارتباط طبيعى. أشكنازى يصف نفسه إذا انضم إلى السياسة بأنه ” وسطى”. فى عالم التشبيه الخاص بنا فإنه دائماً سيبدو من الصقور وأنه ” أمنى” وأكثر صلابة من هرتسوج ولابيد، حتى وإن تشابهت مواقفهم السياسية.
ليبرمان يصف نفسه بأنه يمينى براجماتى، لكن شخصيته الجماهيرية هى لليمينى المتطرف، بسبب الوقاحة والأسلوب والعلاقة بالعرب، يأتى يساراً أكثر من نفتالى بينيت بمقياس الشخصيات. بالمناسبة، بين ليبرمان وبينيت هناك نوع من العلاقة التى يموه عليها كلاهما، ليس من الواضح ما الحاجة لذلك. فى مكتب رئيس الوزراء يعلمون ذلك ومرتبكون.
لابيد الذى يتطلع إلى رئاسة الحزب الإفتراضى والتحول إلى مرشح المعسكر الصهيونى لرئاسة الوزراء، ليس مناسباً. على الرغم من محاولاته الخرقاء للتظاهر بأنه ” وسطى مع ميل خفيف لليمين” على حد وصفه. إنه لايزال يبدو فى نظر الجمهور كجزء من معسكر اليسار، سلوكياته القومية، والمغازلة الواضحة التى يديرها مع الدين والمتدينين لم تقنع على الرغم من ذلك أى مصوت من الليكود ليقفز إلى يش عتيد. مائة بالمائة من المجهود وصفر من النتائج.
نعم، وهناك أيضاً القليل من الأنا. أشكنازى لايحلم بأن يكون رقم 2 لأى أحد. لابيد، الذى تمنحه استطلاعات الرأى 18 مقعداً لايخطر فى باله أن يتخلى عن رئاسة الحزب. ساعر، إذا عاد، موجه وفقط إلى الحافة. ليبرمان من المفترض أن ” يتفاهم على حقيبة الأمن” على حد قول أحد ذوى الصلة.
كحلون هو محور مركزى، استطلاعات الرأى تتنبأ له بحوالى نصف قوته، بين 5 إلى 6 مقاعد. لكن انضمامه لساعر يضيف لهما خمسة مقاعد، كلها من الليكود. رئيس كولانو هو الوحيد فى المجموعة الذى لا ينظر إلى رئاسة الحكومة. إنه سيسعد بالعودة إلى وزارة المالية فى الفترة القادمة. إنه من الراضين بنصيبهم، وعديم الطموح.
هناك اتفاق عام وأولى على ما يجب أن يتم عمله، يجب. ترجمته إلى لغة عملية، أمر أكثر صعوبة. إذا لم نتفق على قائمة واحدة تكون حلاً للقائمة ” الجمهورية” التى يتحدث عنها نتنياهو، قبل أن يمنح الرئيس المقعد. كما أن هذا لن يكون نزهة فى الحديقة، وسؤال من سيحصل على المقعد، ستطرح مرة أخرى. ربما سيكون هذا أسهل لحله، وفقاً لحجم الكتلة.
” حتى اليوم” كما يحلل أحد الشركاء ” العائق الأساسى الذى سينسف أى فرصة لتغيير نتنياهو، كان الغرور، وفى اللحظة التى نحل فيها ذلك سيكون كل شئ أسهل”. مثير، هناك جملة مشابهة سمعت مؤخراً من مسئول بارز فى الليكود عن نفسه وزملائه فى قيادة الحزب. ” إذا فقط كنا نستطيع الوقوف خلف مرشح توافقى، كان من الممكن أن نزيحه” قال ذلك وتنهد بحزن.
العلاقة الأسترالية
هذه القصة بدأت بنوايا حسنة أدت إلى نار دبلوماسية. الطريق الوحيد لوصفها هى الطريقة المرحلية؛ زيارات رئيس دولة إسرائيل إلى ما وراء البحر تتم بمبادرة من وزارة الخارجية فى الغالب، والتى تحدد ذلك وفقاً للحاجات السياسية والإعلامية لدولة إسرائيل. عندما تتم دعوة الرئيس عن طريق نظرائه فى الخارج، فإنه لايرد بالإيجاب قبل أن تدرس وزارة الخارجية وتفحص وتسمح بذلك.
فى نقاشات سابقة كانت بين مكتب الرئيس ووزارة الخارجية فى الأشهر الأخيرة تم الإتفاق على أن ريفلين يجب عليه أن يسافر إلى استراليا البعيدة، وهى الصديق الجيد لإسرائيل، وروسيا. منذ حوالى شهر، فى بداية شهر فبراير توجهوا من مكتب الرئيس إلى المنظمين المعنيين فى كنبارا وموسكو وعرضوا توقيتات مقترحة للزيارة، كان المبكر من بين هذه التوقيتات هو 17 مارس.
فوجئ الأستراليون من التنبيه المقتضب، لكن لأنهم يولون أهمية كبيرة لزيارة ريفلين، الزيارة الأولى لرئيس إسرائيلى منذ 11 عاماً ( السابق لموشيه كاتساف يفضلون نسيانه)، لقد خرجوا من جدارهم والتووا للأمام والخلف وراوغوا، لكى يردوا على هذا التوجه. الحاكم العام لأستراليا، الموازى للرئيس، ألغى زيارة للخارج.
حول رئيس الوزراء جدول أعماله لكى يخصص وقتاً لريفلين. كانت الطائفة اليهودية فى حالة فخر، كان للرئيس الإسرائيلى عدد من اللقاءات والوجبات الإحتفالية مع فى ثلاث مدن، العاصمة كنبارا وميلبورن وسيدنى وقد قال لى مصدر استرالى رسمى ” نحن معجبون بريفلين، إنه يعتبر لدينا شخصية إيجابية، وداعية للوحدة وصبورة”.
تم الإتفاق على التفاصيل، وأجرت العناصر الأمنية من كلا البلدين لقاءات لتنسيق التأمين، وتم نشر البيان الرسمى حول خروج ريفلين إلى أستراليا هنا وهناك، فى المقابل. تريد الشيطان فى موسكو ” على اسم الكتاب الشهير لميخائيل بولجاكوف) وبعد عدة أيام علم أمر السفر، وأعلن الكريملين للرئاسة أن ريفلين سيتم استقباله هناك باحترام كبير فى 17 مارس، كما هو مطلوب. بوتين يتمنى المجئ.
آه على التعقيد. توجه ريفلين ورجاله إلى مدير عام وزارة الخارجية، دورى جولد وطلب نصيحته المهنية. فى الوقت الذى عانى فيه جولد فى القضية الحساسة، برر ريفلين الموقف لدى مسئولين أمنيين بارزين. جميعهم قالوا بالإجماع لامفر لتطلب الصفح والغفران من الأستراليين. بوتين أكثر أهمية، إزاء الدراما الإقليمية التى تتورط فيها روسيا حتى رأسها.
وحينئذ عاد جولد وفى فمه توصيه معكوسة، بأن يسافر إلى استراليا. ما هى الأسباب؟ هكذا سأل مستشارى ريفلين، وقد راوغ جولد. وقد استنتجوا أن مدير عام وزارة الخارجية وهو المخلص والمستشار السياسى فى الواقع لرئيس الوزراء نتنياهو يعتقد أ روسيا مهمة جداً. وأن ريفلين ليس له أن يبحث فى ملعب العظماء.
أراد القدر وفى يوم الخميس الماضى تم تحديد لقاء بين ريفلين ونتنياهو. اللقاء الأول منذ وقت كبير. لقد جلسوا لما يقرب من ساعة ونصف وجهاً لوجه. وفى نهاية اللقاء أرسلت الرئاسة بياناً للإعلام بالتنسيق مع مكتب رئيس الوزراء، بأنه قد قضى الأمر، وأن الرئيس سيسافر إلى روسيا.
من الصعب أن نبالغ فى قوة الصدمة التى ضربت رؤساء السلطة فى استراليا حينما تم الإتصال التليفونى من الرئاسة فى القدس. ” لقد دهشنا”، هكذا قال المصدر الرسمى، ” لم نعلم شيئاً عن موسكو، لم نفهم لماذا لم يكن ممكناً تأجيل روسيا لعدة أيام، لم نفهم لماذا نضطر نحن الأصدقاء الأفضل لتلقى إذلالاً علنياً (استخدم المصدر تعبير ” إذلال علنى” أكثر من مرة)، لصالح الروس الذين ليسوا بالضبط أصدقاؤكم. إنكم من طلب هذه الزيارة، ونحن فعلنا كل ما يمكن للنظم ذلك بسرعة، وأنتم تؤجلون”.
كما أنه من الصعب المبالغة فى قوة العطف التى شعروا بها فى الرئاسة. فى يوم الثلاثاء اتصلوا من مكتب ريفلين بمكتب الحاكم العام الأسترالى، بيتر كوسجاروف، للإعتذار. كوسجاروف رفض تلقى المكالمة. قيل لريفلين أن رئيس الوزراء مالكولم ترينبول سيتحدث معه. عفا ريفلين عن الإهانة. الرئيس شرح ورئيس الوزراء سمع. على مايبدو، اكتملت الأناقة لكن ليس ذلك حقيقى. “قال المصدر الرسمى ” بقى المذاق السئ”.
قصتنا بها جانب إيرانى أيضاً. وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف، من المفترض أن يصل فى الزيارة الأولى منذ حوالى 15 عام لأستراليا، بعد الأتفاق النووى ورفع العقوبات. الميعاد الأول الذى تم الإتفاق عليها تداخل مع أيام زيارة ريفلين. الأستراليون مرهفى الحس لم يريدوا أن تتم الزيارتان بالتوازى. وقاموا بتأجيل زيارة ظريف. بعد أن خدعهم ريفلين عادوا لدعوة الإيرانى فى الميعاد الأصلى. وقد قال المصدر الأسترالى بكثير من الشماتة ” لقد جاء فى زيارة رسمية، وبدلاً من أن يتم رفع أعلام إسرائيل فى العاصمة الأسترالية، بعد أسبوعين ستكون أعلام إيران”.
خطاب الميت
فى جامعة بار ايلان فى يونيو 2009 تحولت فكرة الدولتين إلى ملكية لليمين وموقف فعلى للحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو ( حتى وإن كانت فى الخطاب ولم تكن رسمية). فى جامعة بار ايلان فى فبراير من عام 2016 تم الإعلان عن دفن فكرة الدولة الفلسطينية. نتنياهو قام بالتأسيس وزئيف الكاين بالدفن. فى خطاب مثير لوحظت فيه أعمال تحضيرية وتأسيسية، فسر وزير الإستيعاب وعضو المجلس الوزارى السياسى الأمنى المصغر عقيدة منظمة أعاقت حجر الدفن عن فرصة إقامة دولة فلسطينية فى الضفة الغربية وتنبأ بانهيار –غير المستبعد على حد زعمه- السلطة الفلسطينية.
لايجب الذهاب بعيداً فيما يتعلق بثقل التأثير السياسى لإلكاين على سياسات الحكومة.لكن تصريحاته يجب أن يتم الإستماع إليها. فبخلاف كونه عضو فى المجلس الوزارى السياسى الأمنى المصغر، فهو رجل بارز فى الحزب الحاكم، ومقرب من نتنياهو وهو من يبرز الجو العام فى اليمين السياسى. هناك العديد من السفراء، على الأرجح، أرسلوا لمكاتب الخارجية الخاصة بهم برقيات تحمل مختصر للخطاب وتفسيراً ملحقاً. فى المناخ السياسى الداخلى والخارجى الذى ليس به حتى مظهر للسعى أو تحرك نحو استئناف المفاوضات مع الفلسطينين، من المفترض أن يشكل مثل هذا النص حافزاً للمجتمع الدولى للتوجه على عجل لمجلس الأمن لكى تتم مناقشة وسائل منع الإنهيار، والذى سيجلب وفق إلكاين إلى فوضى وعمليات هجومية.
وكان من بين ما قاله إلكاين فى بار إيلان، أن قراره بإظهار تقديره الحكيم، جاء بسبب اليأس. لقد استسلم، لقد أدرك أنه لن ينجح فى إثارة ” حديث جاد حول انهيار السلطة الفلسطينية فى الغرف المغلقة” أى المجلس الوزارى السياسى الأمنى المصغر. ظاهرياً تتفق تصريحاته مع خطاب زميله فى المنتدى السرى، الوزير نفتالى بينيت (فى معهد دراسات الأمن القومى) والذى حذر فيه أن ” الجمود الفكرى” الذى تعانى منه القيادة الأمنية فى إسرائيل هو التهديد الإستراتيجى على الدولة، وليس الصواريخ والقاذفات الخاصة بحماس وحزب الله فى الجنوب والشمال.
الإستنتاج من خطابه وخطابك هو أن المجلس الوزارى السياسى الأمنى المصغر لايقوم بعمله. قلت لإلكاين أن النقاشات التى هم فيها سطحية وغير عميقة ولاتهتم بالأمور الحقيقية. ” هذا غير صحيح” لقد تراجع عن المقولة الأصلية، ” هناك نقاشات جادة، لكنهم لاينصتون لى، وقد يئست من ذلك”.
إذن حين تنهار السلطة بعد ذهاب أبومازن، سألته، يمكنك أن تقول أنك أول من كشف ذلك. وأجاب ” نعم، وهذه المرة سيكون هذا صحيحاً أيضاً”.
أن تكون عربى فى الكنيست
عضو الكنيست أحمد طيبى (الحركة العربية للتغيير/ القائمة المشتركة)، يسافر أحياناً فى الطريق المحلى المعروف بطريق رقم 6. وأحياناً كثيرة يقع فى الزحام. أعمال البنية التحتية أو ازدحام السيارات أو خليط من كلتا الضائقتين، يحولون ” الطريق السريع” إلى مسار حركة مثير للعصبية وبطئ. الفواتير الشهرية التى يتلقاها طيبى فى منزله، كالسائق الذى يفضل الخيار السريع على مايبدو، لايتم حسابها فى الوقت الذى تم إهداره على الطريق، وفقدان ساعات العمل، والأعصاب والإحباط. الدين تام ، كأن الطريق قد أدى غرضه.
يفحص طيبى ما يحدث فى طرق اخرى مدفوعة. وقد كشف أنه فى بعض دول العالم، يحصل السائقين الذين يقعون فى الزحام على تخفيض تلقائى من الشركة التى تقوم بتشغيل الطريق. الحكومة الإسرائيلية أهملت، وفى اتفاقها مع شركة “ديرخ ايرتس” التى تقوم بتشغيل الطريق، لم تجهد نفسها لإدراج بند مثل هذا.
من أجل ذلك هناك مجلس تشريعى، صاغ طيبى تعديل لمشروع قانون ” طريق مدفوع لإسرائيل” والذى اقترح إعطاء صلاحيات لوزير النقل بتصديق من اللجنة الإقتصادية بالكنيست لإعفاء السائقين من الرسوم فى السفر على الجزء الذى به زحام فى الطريق نتيجة للأعمال أو كثافة الحركة. وليس هناك اقتراح ضرورى أو منطقى أو مطلوب أكثر من هذا. هذه بالمناسبة هى المرة الثالثة والكنيست الثالث الذى يقدم فيه طيبى هذا التعديل، وفى كل مرة يتم رفضه عن طريق اللجنة الوزارية للتشريع للسبب العادى بأن ” هناك اتفاق”.
هذه المرة أيضاً أطاحت به اللجنة الوزارية وفرضت رضوخاً ائتلافياً. فى يوم الأربعاء الماضى وقع حادث غير مسبوق فى جلسة الكنيست. ناقش طيبى اقتراحه، مع علمه بأن الحكم فيه قد تم بته. لكن الجلسة تمردت. وهناك أعضاء كنيست من صفوف الإئتلاف ومنهم رئيس لجنة الكنيست دافيد بيتان “الليكود” والذى وقع على القانون بالتأييد ووزر الأمن الداخلى جلعاد أردان الذى وصف الإقتراح بأنه ” ممتاز ومناسب” (قدم أردان قبل ذلك اقتراحاً مشابهاً)، تحدثوا لصالح القانون. وقد توجه بيتان ورئيس الإئتلاف تسيحى هانجفى لطيبى وتوسلوا إليه أن يؤجل التصويت لأسبوعين أو ثلاثة لكى يحاولوا إقناع وزارة المالية بالرجوع عن اعتراضها، وقد وافق.
قبل أن يصعد إلى منصة الخطابات، حين اعتقد أنه ربما ينجح فى حشد أغلبية بدون دعم من الإئتلاف، طلب طيبى من رؤساء كتلتى ييش عتيد والمعسكر الصهيونى، عوفر شيلح وميراف ميخالى، ببحث كيفية تصويت الأعضاء الستة من إسرائيل بينا، شريكهم فى المعارضة. وقد عاد كلاهما إليه بالإجابة التالية؛ إنهم سيصوتون بالموافقة لكن فقط إذا كان إيتان كيبل ” الذى وقع على الإقتراح إلى جانب طيبى وصديقه فى الكتلة، أسامه سعيد” هو من يناقش على المنصة. قال لى طيبى هذا الأسبوع “هذا هو أن تكون عربى فى الكنيست، إننى غير مؤهل للتصويت”.
هذا ليس بجديد، اسرائيل بيتنا كمبدأ لايصوت لصالح أى مشروع قانون أو اقتراح للتسوية أو اقتراح بسحب الثقة من الحكومة يتم تقديمه عن طريق أعضاء الكنيست من القائمة المشتركة.
فى بداية الأسبوع شارك زعيم الحزب، عضو الكنيست أفيجادور ليبرمان، فى مؤتمر حول الإضرار بمكانة إسرائيل الدولية فى العالم، إلى جانب يائير لابيد. يجب الإفتراض بأن العنصرية الواضحة فى البرلمان لاتفيد كثيراً فى الهدف الذى جلس من أجله هذا الأسبوع لابيد وليبرمان إلى جانب بعضهما البعض، وهم محتدون وقلقون فى الكنيست. لابيد الساخر لم يكن هذا مزعجاً له بالطبع. إنه ” وزير الخارجية الفعلى”، كما هو معروف. وبعد قليل سيقوم بتعيين السفراء، ويلقى خطابات فى الأمم المتحدة، إذا كان لابيد مهتم حقاً بشئ ليس فيه وأحلام اليقظة حول رئاسة الوزراء، وإذا كان الوضع الكئيب لإسرائيل فى العالم حقاً يزعجه، وليس دعمه السياسى، لدعا أيضاً رئيس المعارضة هرتسوج لهذه الفاعلية. هذا بديهى لكن حينئذ سيكون فى شك فى استعداد ليبرمان للمشاركة، وكان هذا يفسد ما يهتم به لابيد، وهو أن يبدو كجزء من جبهة يمينية قومية.
هل هذا مرتبط أم لا؛ كان طيبى فى الأسبوع الماضى فى القاهرة، وقد ألقى خطاباً فى مؤتمر فى مكاتب الجامعة العربية، فى مركز تراث ياسر عرفات الذى يترأسه صديقه عمرو موسى. كان هناك عشرات من السياسيين والنخبة من العالم العربى. واهتم خطاب عضو الكنيست بالوضع الخاص للعرب مواطنى إسرائيل قال طيبى” إن صراعنا برلمانى وجماهير لكن لايجب أن يكون صراعاً عنيفاً، لذلك أدعو كل الفصائل والمنظمات فى العالم العربى وخارجه، بعدم تجنيد الشباب العرب مواطنى دولة إسرائيل فى نشاط عسكرى أو مسلح، من فضلكم ارفعوا أيديكم عن شبابنا”.
قص لى طيبى عن خطابه حين تحدثنا عما دار فى الكنيست، لقد وجد أنه من الصواب قول هذه التصريحات على اثر طلبات من عائلات فى القطاع العربى منهم من يهجر منزله ويسافر إلى الخارج، إلى تركيا وسوريا وينضم إلى تنظيمات مثل داعش أو جبهة النصرة. سألته إذا كان حظى بتصفيق من الجمهور فاعترف قائلاً ” لا، لكن لاحظت الموافقة”.
يوسى فيرتر– هارتس