24-2-2015

ران داجونى

بشرى سارة التي يحملها استطلاع الرأي الذى أعده معهد “جالوب” لاستطلاعات الرأي، نُشر أمس، وجاء فيه أن 70% من الأمريكان لديهم تصور إيجابى عن إسرائيل، وفقط 17%  لديهم تصور إيجابى عن الفلسطينيين؛ أما البشرى السيئة التي يحملها الاستطلاع في طياته فهى أنه خلال عام واحد تقلص عدد من لديهم تصور إيجابى عن إسرائيل بين “الديمقراطيين” بنسبة 10%، ليصل إلى 48%، ربما يعود ذلك إلى الخلافات بين الرئيس الأمريكي “باراك أوباما”، ورئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، حول خطاب “نتنياهو”، المزمع إلقائه الأسبوع المقبل في الكونجرس. في المقابل، سُجل ارتفاع في نسبة “الجمهوريين”.

الاستطلاع، الذي تم إجراؤه في الفترة من 8 إلى 11 فبراير، يشير إلى نظرة (إيجابية أو سلبية) من جانب المشارك في كل جانب (وحسبما ظهر هناك 70.% ينظرون إلى إسرائيل بإيجابية)، إلى جانب مدى التعاطف الذي يكنّه المشاركين مقابل الجانب الآخر. تظهر هنا أيضاً فجوة شاسعة فهناك 62% يتعاطفون مع إسرائيل أكثر من الفلسطينيين؛ و16% يتعاطفون مع الفلسطينيين أكثر من الإسرائيليين. في المؤشرين، تعتبر المعطيات مماثلة تقريباً للمعطيات التي تم تسجيلها في استطلاع “جالوب” العام الماضى.

تُظهر نتائج الاستطلاع الجديد لـ “جالوب”، بشكل مغاير للنتائج التي ظهرت من استطلاع  CNN، في الـ 17 من فبراير، حيث أشارت نتائجه إلى تراجع دعم إسرائيل في الولايات المتحدة: وذكر ثلثا الأمريكان في استطلاع  CNN، أنهم “محايدون” تجاه الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني؛ وقد أبدى 29%  دعمهم لإسرائيل، و2% فقط أظهروا دعمهم للفلسطينيين. السبب في الفجوة بين الاستطلاعين، كما يبدو، هو المنهجية المختلفة والصيغة المغايرة للأسئلة.

وفقاً لـ “جالوب”، تُظهر معطيات 2015، أن النزاع المستمر بين “نتنياهو” و”أوباما” وعملية “الجرف الصامد” لم يؤثروا تقريباً علي الشكل الذي تظهر فيه إسرائيل، بشكل عام، لدي الجمهور الأمريكي (وفقاً للتقسيم الحزبي). في الواقع، ظلت صورة إسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية إيجابية جداً منذ 2005، حيث عبر 68% من المشاركين عن رأي إيجابي تجاه إسرائيل. (غير أن من بين 2000 إلى 2004، في أوج الانتفاضة الثانية، كانت نسبة من لديهم رأي إيجابي عن إسرائيل 60% .

على أي حال، حينما نقسّم مجمل عينة الاستطلاع، وفقا للإنتماء الحزبي، يتضح لنا أن الخلاف بين “أوباما” و”نتنياهو”، كان علي ما يبدو، أحد أسباب للبون الشاسع بين “الجمهورين” والديمقراطيين” حول مسألة النظرة تجاه إسرائيل. ينظر 83% من الجمهوريين إلى إسرائيل بشكل إيجابي، لكن 48% من الديمقراطيين فقط يشاركونهم تلك النظرة الإيجابية. حسبما يظهر، نحن بصدد انخفاض يصل إلى نسبة 10% في سنة واحدة لدي “الديمقراطيين”.

يتضح بين شريحة “الجمهوريين”، ارتفاع مستمر في عدد أولئك الذين ينظرون إلى إسرائيل بشكل إيجابي من 53% في 2000 إلى 83% الآن.

تستمر في تلك الاثناء حالة من التذمر يبديها “الديمقراطيين” جراء استجابة “نتنياهو” لدعوة “جون بينر”، زعيم الجمهوريين فى مجلس النواب الأمريكى، لإلقاء خطاب في جلسة الكونجرس في 3 مارس، دون تنسيق الدعوة مع البيت الأبيض. ويخطط رئيس الوزراء للتحذير من المخاطر التي تكمن في الاتفاقية النووية، والتي تصاغ بين الولايات المتحدة وإيران، وقد تزايد عدد المشرعّين “الديمقراطيين”، ومن بينهم  يهود، من الذين أعلنوا أنهم سيقاطعون الخطاب، احتجاجاً علي ما وصفوه بالتدخل الإسرائيلي في السياسة الأمريكية، وهناك جهد من قبل “نتنياهو” يمارسه لاستغلال الخطاب كدعاية انتخابية لحزب الليكود. كذلك لن يكون نائب الرئيس الأمريكي، “جون بايدن”، حاضراً وقت الخطاب “بسبب سفره للخارج” (لم يتم الإعلان عن سبب السفر). وقد أعلن “أوباما” أنه لن يقابل رئيس الوزراء حتي لا يظهر الأمر علي أنه تدخل أمريكي في الإنتخابات الإسرائيلية.

علي خلفية ذلك، وجّه إثنان من المشرعّين “الديمقراطيين” رفيعي المستوي، “ديان فينشتاين” و”ريتشارد دوربين”، دعوة إلى “نتنياهو” ليظهر أمام مجموعة من المشرعّين “الديمقراطيين” في الثاني من مارس، قبل يوم من خطابه المقرر إلقاءه في الجلسة الخاصة للكونجرس الأمريكي بغرفتيه. أشار المشرعّان، في خطابهم إلى “نتنياهو” الذي وصل إلى وكالة رويترز، إلى أن هدف الدعوة هو “الحفاظ على حوار إسرائيل مع كلا الحزبين في الكونجرس”.

حيث كتبا، أن ظهور “نتنياهو” في جلسة الكونجرس الخاصة هي “خطوة غير مسبوقة وتهدد بتقويض الاتجاه ثنائي الحزبية الذي يتسم به الكونجرس تجاه إسرائيل، وهذا شيء يزعجنا جداً كداعمين عريقين لدولة إسرائيل”.

كما كتبا أيضاً، أن الخطاب المُعد “يضحي بالتعاون المشترك العميق والمتأصل لكلاً من “الديمقراطيين” والجمهوريين” فيما يتعلق بإسرائيل لتحقيق مكاسب سياسية قصيرة المدى”. ووفقاً لأقوالهم، هذه “خطوة لا يجب الإقدام عليها على خلفية أمن إسرائيل، نحن قلقون أن تؤدى هذه الخطوة إلى تداعيات لايمكن محو آثارها”.

وفقاً لاستطلاع CNN، الذي تم إجراؤه في 17 فبرير، يعارض أغلبية الأمريكيين خطاب “نتنياهو” في الكونجرس: 63% من المشاركين ذكروا أن دعوة “نتنياهو” لإلقاء خطاب في الكونجرس، دون التنسيق مع البيت الأبيض كانت خطوة سيئة. فقط 33% يعتقدون أن تلك كانت خطوة جيدة.