25-2-2015

أمير تيفون وعمرى نحمياس

 

كشف وزير كبير في حزب الليكود أن تشكيل حكومة ائتلافية تدخل مع المعسكر الصهيوني هو احتمال “وارد جدا” بعد الإنتخابات، مبرراً كلامه في حوار صحفي مع موقع واللا الإخبارى، بأن هذه الخطوة هي الخطوة السديدة التي تصب في صالح إسرائيل على الساحة الدولية، حيث تنتظرها تحديات ليست سهلة على الإطلاق. يُذكر أن تصريحات الوزير تتنافى مع تصريحات رئيس الحكومة “بنيامين نتنياهو” التي حملتها تغريدة له أطلقها على حسابه الرسمي علي تويتر، والتي أكد خلالها بأن لا نية لديه في تشكيل حكومة مع المعسكر الصهيوني بعد الانتخابات.

كما ذكر الوزير أنه يستعصي على حكومة يمين ضئيلة أن تواجه وحدها صعوبات مثل حشد العالم ضد إيران، والتخلص من الضغوط الأوروبية والتعامل مع الاتجاه الكارثي الذي يسلكه “أوباما”، تلك المشكلات لن تختفى بعد الانتخابات. كما أضاف الوزير أن علينا أن نكون مستعدين لمواجهتها على الوجه الأمثل”. يُذكر أن هذه هي المرة الأولى في منظومة الانتخابات الحالية التي يعترف فيها مسئول من داخل الليكود بأن هذا السيناريو يؤخذ في عين الاعتبار بجدية.

تأتي تصريحات الوزير من الليكود لتؤكد مخاوف رئيس حزب “البيت اليهودي”، الوزير “نفتالي بينيت”، حينما صرح في نهاية الأسبوع الأخير أن الليكود يخطط لتشكيل حكومة مع المعسكر الصهيوني بعد الانتخابات، من أجل التخلص من الضغوط الدولية التى تُمارس على إسرائيل.

ومع ذلك، أوضح الوزير أن هذا الإجراء “سيتم إتخاذه في حالة إن أصبحنا أكبر منهم (المعسكر الصهيوني) بشكل ملحوظ، إن تفوقنا عليهم بفارق ثلاثة أو أربعة مقاعد، حينها سنتمكن من رسم الخطوط السياسية للحكومة بشكل جدي. “كلما كان الفارق أقل اتساعا، سيصعب علينا أن نُملي ذلك”. وبخصوص الشركاء الآخرين في حكومة كهذه، رفض الوزير الخوض في تفاصيل حول مسألة من هم المرشحين الذين لهم الأولوية في المشاركة في حكومة من هذا النوع.

كما أدلى رئيس الائتلاف، عضو الكنيست “زئيڤ إلكاين”، بتصريحات تحمل نفس المعنى. حيث أكد “إلكاين” في حوار أجراه مع طلاب مدرسة “عتنيئيل” الدينية ونُشر لأول مرة على موقع صحيفة “معاريف” أن هناك خطر يقارب الـ50% من تشكيل حكومة ائتلافية مع حزب العمل برئاسة “هرتسوج”.

مسئولي الليكود يشعرون بالقلق: الملف الأمني سيتسلمه ليبرمان

كما كشف عضو كنيست آخر من الليكود في حوار مع “واللا” أن احتمال تشكيل حكومة ائتلافية هو أمر واقعي للغاية في رأيه. “إن لم نشكل حكومة ائتلاف، سنقع في ورطة”، على حد زعمه، فإنه وفقاً لكافة الاستطلاعات التي أُعدت مؤخراً، فإن الائتلاف الذي سيضم الليكود، والبيت اليهودي، والحريديم، و”ليبرمان” و”كحلون”، سيحصد من 60 إلى 70 مقعد. و”في هذه الحالة”، يضيف عضو الكنيست ذاته من الليكود، “سنصبح مرهونين بهوى “إيلي يشاي”، وإلا ستُحل الحكومة”، كما أبدى عضو الكنيست نفسه قلقه الشديد من أن يُسَلّم الملف الأمني إلى “ليبرمان”: “في حقيقة الأمر، “ليبرمان” سيحصل على ستة مقاعد بحسب استطلاعات الرأي، لكن باستطاعته أن يقول لـ”نتنياهو” بكل بساطة “إما الملف الأمني، وإلا سأتحد مع “هرتسوج”، وحينها لن يبق لنا خيار آخر”.

“نتنياهو” نفسه نشر على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” أنه “لن يشكل حكومة ائتلافية بينه وبين “تسيبي وبوچي”، لن يحدث ذلك، لأن هناك فجوة أيديولوجية عميقة بيني وبينهم”. نحن بصدد إعلان شبيه لما نشره في الشهر الماضى على حسابه على “تويتر”. حينما أضاف أن البيت اليهودي هم شركائنا الطبيعيين وسيدخلوا ضمن الحكومة التي سأشكلها، حكومة ليكود واسعة وقوية”. لم تقنع تلك الكلمات “بينيت”، ويبدو أيضا أنه ليس كل أعضاء الليكود يثقون فيها.

وقد رد الليكود على هذه الإدعاءات في بيان أصدره جاء فيه أن هذه التصريحات ليست صحيحة، فقد أكد رئيس الحكومة “بنيامين نتنياهو” صراحة أن هناك فجوة عميقة بين الليكود برئاسته وحزب العمل اليوم، الذي يشمل نواب بارزون يؤيدون فكرة رفض تأدية الخدمة العسكرية ويتحفظون على الصهيونية. اعترف رؤساء المعسكر الصهيوني “تسيبي” و”بوچي´بأنهم سيوافقون على تقسيم القدس – الأمر الذي لا يمكن قبوله في حكومة الليكود. وبالتالي، فالحسم هذه المرة واضح: حكومة ليكود وطنية وقوية برئاسة “نتنياهو”، التي سيدخل فيها شركاء الليكود الطبيعيين، أو حكومة يسار ذليلة وضعيفة برئاسة “تسيبي” و”بوجي”.

نفى عضو الكنيست “إيتان كابيل” (من حزب العمل)، الحديث عن حكومة ائتلافية، قائلاً: “نحن لا ننشغل بحكومة ائتلافية، نحن نعمل على الحصول على أكبر قدر مستطاع من المقاعد. قبل عامين تضررنا بسبب الإنشغال بهذه المسألة. صحيح أننا نعرف حتى هذه اللحظة بأنهم سيأتون إلينا لتشكيل حكومة لأننا سنصبح الحزب الأكبر. نحن سننتصر فى المعركة.