6-3-2015

خاجى هوبرمان

فى عيد البوريم (المساخر) هذا العام يكون قد مر 15 عام على الإنسحاب الإسرائيلى من الضفة الغربية، من الصعب أن نصدق، لكن منذ عقد لم يحدث أي انسحاب من الضفة الغربية, على عكس قطاع غزة، فخراب الأربع مستوطنات في شمال الضفة في إطار عملية “فك الارتباط” لم يصاحبه انسحاب, فقط هدموا أربع مستوطنات (ومستوطنة أخرى – وقيادة لواء “مينشيه” في قاعدة دوثان، التي كانت بمثابة مستوطنة من ناحية الوجود اليهودي في المنطقة), خراب الأربع مستوطنات لم يغير وضع المناطق أ، ب، ج كما كان الحال قبل خمس سنوات,الانسحاب الذي تم في عيد (البوريم) المساخر، 21 مارس 2000، كان تنفيذاً للمرحلة الأخيرة من اتفاقية “شرم الشيخ” – الاتفاقية التي وقعها رئيس الحكومة آنذاك “إيهود باراك”، مع “ياسر عرفات”، لتحقيق اتفاقية “واي ريفر” التي وقعها “نتنياهو” كرئيس الحكومة, خلافاً للانسحاب الذي سبقها، هذه المرحلة من الانسحاب لم تكن مرهونة بأي استعداد على الأرض, لم تشمل تلك الاتفاقية أي حل لمعسكرات للجيش، أو اي استئناف لاستعدادات خاصة بقوات الجيش الإسرائيلي, لقد كان انسحاباً صورياً، مجرد تغيير هامشي على خريطة الضفة الغربية, توقيع الخريطة بأيدي قادة الجيشين، كانت بالفعل رمزاً للإنسحاب. منذ اللحظة التي انتقلت الأراضي فيها إلى سيطرة فلسطينية كاملة، كان من حقهم أن ينشروا فيها قواتهم بالشكل الذي يروق لهم، بدون تنسيق مع الجيش الإسرائيلى, والتغيير الوحيد في المنطقة هو وضع لافتات تفيد “هنا تبدأ المنطقة التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية”.

منذ عيد المساخر عام 2000 وتقسيم الضفة الغربية بقى على حاله دون تغيير؛ الفلسطينيون يوجد فى أيديهم رسميا 39,8% من مناطق الضفة الغربية وهى المناطق أ + ب جنباً إلى جنب مع (18,1% منطقة أ– 21,7% منطقة ب من بينهم 3% “محميات طبيعية” يحرم على الفلسطينيين البناء داخلها), و60,2% منها منطقة ج وهى منطقة تحت سيطرة إسرائيلية كاملة, ورغم أنه كان انسحاباً صورياً، إلا أنه قد تبعه أضرار, في إطار هذا الانسحاب حصل الفلسطينيون على منطقة شاسعة بين قرية عارورة التي تقع شمال “عطيرت” وحتى “سَلْفِيْت” جنوب “أرئيل”, وفي الجزء الشرقي من هذه المنطقة، شمال شرق مستوطنة “عطيرت”، بنى الفلسطينيون بتمويل قطري المدينة الفلسطينية الأولى “روابي” (جيڤعوت)، المفترض أن تجمع 40 ألف نسمة في المرحلة الأولى، و200 ألف نسمة حينما ينتهي بنائها تماماً, ليست هناك عمليات انسحاب مُبهِجة.

بدأنا بالذم – وسنختم بالمدح, منذ عملية “الدرع الواقي” احتفظ جيش الدفاع لنفسه بحرية التحرك أيضا في المنطقة “أ” إذا لزم الأمر، وبفضل لذلك لا تحدث تفجيرات انتحارية، ولا يوجد جندي أو مواطن مخطوف في إحدى مدن الضفة مثلما حدث مع حدث “جلعاد شاليط”، ومن الضفة الغربية لم نتلقى أي تقرير صادرة عن جولدستون أو غيره، ونتيجة الانسحاب من القطاع, للفت نظر المنادين بالانسحابات المتآمرين الذين لا يكلوا أو يملوا,

الخليل خالية من اليهود

قبل 35 عام من اليوم، في عيد المساخر سنة 1979، توفى بشكل مفاجئ “يجئال ألون” قائد السرايا الضاربة (البلماح)، من أبطال 1948 وزعماء حركة العمل, توفى “ألون” في خضم تنافسه على قيادة حزب العمل أمام “شمعون بيريز” (حينئذ كانت منتشرة المزحة التى تقول بأن “الحجر الذي استُخدم كشاهد لقبر “ألون” كان الحجر الذي أزيح عن صدر “بيريز”),

ومن المعروف أن “ألون”، من الزعماء المناصرين “للسلام” في حزب العمل ( برنامجه السياسي مذكور)، كان من أوائل المناضلين على استئناف الاستيطان اليهودي في الخليل, وقبل وفاته بعشر سنوات قبل 45 عام من الآن، فى 25 مارس 1970، صدّق الكنيست على قرار الحكومة برئاسة “جولدا مئير”، بإنشاء “كريات أربع” قرب الخليل, صوّت 48 عضو من أعضاء الكنيست تأييداً للقرار، وخمسة ضده، وسبعة امتنعوا عن التصويت, وقد صرح “يجئال ألون” في خطابه في نفس الجلسة أن “حقيقة أن يستوطن مستوطني الخليل في نفس الفندق، ولم تكن يحمل أية مخالفة للقانون … لا يجب أن نسلم بحقيقة أنه بسبب المجازر التي وقعت في آب 1929، فإننا بإرادتنا سنجعل الخليل خالية من اليهود”.

فلينتبه زعماء “المخيم الصهيوني” اليوم، وعلى رأسهم “هارتسوج وليڤني”، الذين تتركز سياستهم على جعل الخليل بمحض إرادتنا خالية من اليهود.