7-3-2015

يوحاي عوفير

تُظهر المتابعة الإسرائيلية للتجارب الصاروخية التي يجريها الفلسطينيون في قطاع غزة أن حماس لم تعد تستثمر في إنتاج الصواريخ بعيدة المدى .

تحاول حماس أن تعزز من قوتها في الصواريخ ذات المدى القصير إلي ثلاثة كيلومترات فقط، فبعد سبعة أشهر فقط من إنتهاء القتال في قطاع غزة تشير التقديرات في القيادة الجنوبية أن التجارب التي تجريها المنظمة الإرهابية لا تتركز على الصواريخ بعيدة المدى، وذلك لتفادى فاعلية منظومة القبة الحديدية وفهم حماس أن الصواريخ التي أطلقوها خلال العملية لم تؤدي إلي أضرار فعلية.

وقد قال ضابط رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي ” إن كل التجارب التي تم رصدها تقريبا وإتجهت نحو البحر هي صواريخ قصيرة المدى لا تتعدى الثلاثة كيلومترات، إنهم يعملون حالياً على تطوير الصواريخ قصيرة المدى، أنا أفترض أنهم تعلموا الدرس وادركوا أن القبة الحديدية تصيب صواريخهم طويلة المدى، وأصبح صعباً من الناحية العملية أيضاً تهريب الوسائل القتالية إلي قطاع غزة، بعد أن تم إغلاق الأنفاق في محور فيلادلفيا تقريباً بشكل نهائي” .

ووفقاً لتصريحات الضابط فإن تأثير إغلاق الأنفاق بدأ يؤتي ثماره، فبعد نقصان الوسائل القتالية بدأت حماس تتجه لإنتاج الصواريخ قصيرة المدى، والتي لا تحتاج مادة متفجرة مثل التي تحتاجها الصواريخ طويلة المدى وهو الأمر الذي لم يعد سهلاً الحصول عليه مثلما كان في الماضي، ووفقاً للمعطيات التي نشرها سلاح الجو الإسرائيلي فإنه قد تم تسجيل 600 حالة إعتراض صواريخ في عملية الجرف الصامد، وكانت نسبة النجاح في هذه الإعتراضات بواسطة المضادات الإسرائيلية 90%.

يبلغ إجمالي عدد الصواريخ التي إنطلقت من غزة 3500 صاروخ وقذيفة، 250 منها مداها يصل إلي 40 كلم، و60 صاروخ مداه أبعد قليلاً من ذلك، والتي تستطيع الوصول إلى القدس ومناطق جوش دان والشمال.

ويذكر أنه قبيل عملية الجرف الصامد إنشغلوا في القطاع بتجارب الصواريخ وبالإنتاج الذاتي، ومنذ نهاية العملية وحماس مشغولة بتجارب الإطلاق نحو البحر ولا تقوم وزارة الدفاع الإسرائيلية بالتدخل بل تكتفي بالمراقبة فقط ولا تقوم بالرد إلا إذا حدث إطلاق نحو الأراضي الإسرائيلية وهو مالم يحدث منذ وقف إطلاق النار سوى مرتين فقط سقطت فيها الصواريخ على مناطق مفتوحة وأعقب ذلك قيام حماس بالقبض على المجموعات التي قامت بالإطلاق ووصفتهم بالمارقين.

إن الهدف الأساسي من المراقبة هو تكوين خلفية ومعرفة صلبة حول الموضوع ومعرفة هل هناك صواريخ جديدة تم تهريبها إلي القطاع أم أن ما يتم إطلاقه هو منتج محلي. ويوضح الضابط ” إلي هذه اللحظة لم يطرأ أي شيء جديد وتقريباً كل وقائع الإطلاق ما هي إلا صواريخ قصيرة المدى وهو لا يحدث بشكل يومي فقد تستمر التجارب ثلاثة أيام متتالية يعقبها إسبوع من السكون التام وليس ثمة وتيرة موحدة في ذلك” .

وتصف القيادة الجنوبية الإسرائيلية الحالة في الأشهر الأخيرة بالهادئة على الرغم من الحوادث المنفصلة التي يقوم فيها الفلسطينيون بإختراق منطقة الجدار، حيث يتم ضبط وسجن 95% من هذه الحالات، بينما ينشغلون في قيادة فرقة غزة بتحقيقات عملية الجرف الصامد التي في سبيلها للإنتهاء، وكما ذكرنا فإن الصواريخ لم يتم إطلاقها سوى مرتين فقط منذ إنتهاء العملية مقارنة بعشرة أشهر من الهدوء التام أعقب عملية عامود السحاب، وكذلك أيضاً تم تسجيل حادثة منفردة أصيب فيها جندي بدوي نتيجة نيران قناصة إلا أنه وبشكل عام يسود الهدوء في محيط غزة.

وبذلك لا تتغافل أجهزة المخابرات الإسرائيلية عن مراقبة نشاطات حماس التي أعلنت أنها عادت إلي بناء قوتها وأنهت تنتظر المواجهه القادمة مع إسرائيل، وتشير المراقبة الإسرائيلية أنه إلي اللحظة الحالية فإن ما يتم صنعه في القطاع مبنى على القدرات السابقة المعروفة سلفاً مثل الأنفاق والصواريخ ولم يتم إكتشاف أي مجالات أو مواد جديدة.