9-3-2015

ميدل نيوز

تقوم المملكة العربية السعودية حالياً بعدد من اللقاءات والزيارات فى محاولة لتعزيز تحالفاتها الإقليمية لها فى مواجهة إيران، وتعيش السعودية الآن حالة من عدم الراحة وتستعد لما بعد الإتفاق النووى المزمع عقده بين إيران والدول العظمى، والذى من الممكن أن يحسن من وضع خصمها الشيعى الفارسى.

وعلى عكس رئيس الحكومة الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، امتنع الملك السعودى عن الظهور العام المضاد لإيران، وبدلاً من ذلك ركز على التحالفات الإقليمية من اجل كبح جماح الجمهوية الإسلامية الإيرانية

هذا الأمر يعنى فى المقام الأول تعزيز الوحدة بين دول الخليج. وللسعودية تحالف قوى مع الإمارات والبحرين، لكن عمان وقطر غير قادرتان على التخلى عن علاقاتهم الثنائية مع طهران. ولذلك ووفقاً لتقرير موقع ” المونيتور” فإن الملك سلمان يقوم هذه الفترة بممارسة الضغط على هاتين الدولتين من أجل الإنضمام إلى الوحدة الخليجية وعدم السماح بالتخريب الإيرانى.

اليمن حالياً هى ميدان القتال الأساسى لدول الخليج. وسيطرة المتمردين الشيعة الحوثيين على أغلب مناطق اليمن بما فيها العاصمة صنعاء أدى بالسعودية وباقى دول الخليج إلى نقل سفاراتهم إلى مدينة عدن بالجنوب، وهناك يحاولون دعم الرئيس عبدربه منصور هادى. وتدشين الخط الجوى طهران- صنعاء فى الشهر الماضى يؤكد على مدى النجاح الإيرانى فى الحصول على موطئ قدم لدى الجارة الجنوبية للسعودية.

وتعتبر مصر شريكاً أساسياً للسعودية. وقد لعبت المملكة دوراً هاماً فى وصول الجنرال عبدالفتاح السيسى إلى السلطة، والتقى سلمان معه الأسبوع الماضى من أجل التنسيق فى وجهات النظر فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية وخاصة قضية إيران، لكن القاهرة مشغولة يومياً بالتهديد الإرهابى المحلى لديها ولذلك سيكون من الصعب عليها مساعدة السعودية فى صراعها الإقليمى فى مواجهة طهران.

الحكومة الشيعية فى بغداد لاتعتبر منذ وقت طويل شريكاً من جانب الدول العربية المعتدلة. ويتوقع السعوديون أن إيران ستكون الرابح الأكبر فى الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” والتى تدور على الأراضى العراقية. إيران تساعد فى حرب الجيش العراقى ضد داعش، وفى الرياض لا يستسيغون هذا الواقع الذى يعنى عملياُ مشاركة إيرانية فى صنع القرار فى العراق.

ولا تزال سوريا أيضاً تحت السيطرة الإيرانية عن طريق تحالف العلوى بشار الأسد. ومع ذلك لاتزال السعودية تأمل بأن تتم الإطاحة بالرئيس. وقد منح السعوديون مبالغ مالية إلى الجيش اللبنانى لكى يتمكن من مواجهة تنظيم حزب الله وقت الحاجة. والتقى الملك سلمان أيضاً فى الفترة الأخيرة مع ملك الأردن الملك عبدالله ومع رئيس تركيا رجب طيب أردوغان.

ولايجب أن ننسى باكستان، التى تعتبر حالياً حليفاً جوهرياً وأساسياً بالنسبة للسعودية. فباكستان هى الدولة الإسلامية الوحيدة التى تمتلك سلاح نووى. وعلى مر السنين مولت السعودية تطوير البرنامج النووى الباكستانى، وهى حالياً مهتمة بــ “المساعدة” النووية ضد إيران. وكجزء من هذا قام مؤخراً رئيس الوزراء الباكستانى بزيارة إلى الرياض، بدعوة من ملك السعودية. وقد قالت وكالة أنباء فوكس نيوز أنه من المحتمل أن يكون الحديث عن برنامج نووى سعودى يهدف إلى وقف السباق الإيرانى نحو امتلاك السلاح النووى.