10-3-2015

هدس هروش

 أسرعت حركة حماس لإنكار التقرير الذي نُشر على موقع واللاه والذى قال أن حماس إقترحت على إسرائيل التهدئة لمدة خمس سنوات مقابل إتاحة إعادة إعمار القطاع. وتبين سريعاً أن هذا إقتراح “روبرت سري” مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، الذي قدمه خلال زيارته لغزة الأسبوع الماضي.

إقتراح سري شمل وقف إطلاق النار على المدى البعيد من أجل إعادة إعمار القطاع، وأساس هذه الفكرة يرجع إلى أن الدول الداعمة ليست على إستعداد أن تحول الأموال لإعادة الإعمار وبعد ذلك يتم تدميرها في الحرب القادمة، بل أنه يجب ألا يكون هناك إحتمال كهذا.

وشمل إقتراح “سري” أيضاً تدخل حكومة الوفاق الفلسطينية، ووفقاً لذلك تلتزم حماس بالسماح للحكومة برئاسة “رامي حمد الله” بالعمل في القطاع دون تدخل. وحسب كلام سري أن هناك اقتراحاً مماثلاً تم عرضه الى الجانب الإسرائيلى، ولكنه أكد لم يتلقى بعد رداً من الطرفين. وسارع أيضاً رئيس الوزراء الإسرائيلي بإنكار ذلك بعد نشره.

بالطبع المصالح وراء إنكار هذا واضحة: فإسرائيل على وشك إجراء الإنتخابات، التي تهدد بقاء رئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو”، وكل ما يقوم به من مفاوضات من الممكن أن تضره جداً قبل الإنتخابات بأسبوع.

أما من ناحية حماس فالوضع معقد. أولاً هي لا تعترف بوجود مفاوضات مع إسرائيل، ولا تعترف بها بشكل رسمي ولا تعترف أن عليها إتاحة المجال وإخلاء المكان لتطوير القطاع تحت إدارة مشتركة. ومن ناحية أخرى، من الممكن أن تكون حماس راضية عن الإقتراح لأنه يتضمن فرضية أن سلطة حماس ستبقى في القطاع على الأقل للخمس سنوات المقبلة دون أي إعتراض، وهذه السلطة سيكون معترف بها من دول العالم، بعد أسبوعين فقط من إعلان الحركة كلها في مصر على أنها تنظيم إرهابي.

من الواضح أن هذا الإنكار السريع الذى يخدم مصالح الزعماء يتعارض مع مصالح شعوبهم. ففي جنوب إسرائيل يصرخون مطالبين بفترة تهدئة لإعادة الحياة إلى طبيعتها بينما الوضع في القطاع خطير للغاية، فهناك عشرات الآلاف بلا مأوى ويحتاجون لإعادة إعمار القطاع كحاجتنا للهواء لنتنفس، وكل لحظة تمر في التأجيل ثمنها غالي.

ويبدو أن المستفيد من هذا الإنكار من الطرفين هو رئيس السلطة الفلسطينية “محمود عباس” الذي سيصل إلى القاهرة لمقابلة نظيره المصري “عبد الفتاح السيسي” ومناقشته في عدة موضوعات، منها فتح معبر رفح. فإن إستطاع عباس الوصول لإتفاق بشأن رفح، سيحظى بتأييد كبير من المواطنين في غزة، والذين يأسوا من تراخي حماس في كل ما يخص الأزمة التي يعيشونها.

رابط الخبر