2-3-2015

عمي دور إون

إسرائيل ليست وحدها القلقة بشأن المخاطر الكامنة في تطوير المشروع النووي الإيراني. فالدول العربية في الشرق الأوسط أيضاً قلقة والتي تُعرف الآن بـ “نادي المُهدَدين”  وهى المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات والعراق والمملكة الأردنية وحتى مصر حيث لا تملك أي منهم القدرة الفعلية – إقتصادياً أو تكنولوجياً – لتطوير القدرة النووية للدفاع عن نفسها أمام إيران والتي هدفها الإستراتيجي هو السيطرة على كل مصادر النفط في الشرق الأوسط لتتحول بذلك إلى القوة الإسلامية العظمى في العالم.

ويُمكن إنهاء تلك المخاوف سريعاً، بكفاءة ودون إستثمار، إذا فهم “المُهدَدون” أن إسرائيل فقط من بين دول العالم هى التى لديها المفتاح السحرى للحل. وكل ما يتطلبه الأمر هو قرار أساسي بأنه قد حان وقت ترك طريق الحروب العدائية والسير في طريق السلام. وخطوة كهذه لا يجب أن تكون علناً أمام الجميع ولكن ضروري أن يعلمها حكام إيران، لكي نضع عائق حقيقي أمام طموحاتهم الإمبريالية قبل فوات الأوان.

الهدف من خطوة كهذه هو خلق صفقة في إطارها تضع إسرائيل “خيارها النووي” فى خدمة قادة الدول “المُهددة” كمظلة إستراتيجية والتي بإمكانها أن تعطي الحماية الرادعة لكل جيرانها المُهدَدين عن طريق إيران. وفي مقابل إلتزامها هذا يُمكن أن تحظى إسرائيل بمكانة “الدولة الصديقة” في معسكر السلام الجديد في الشرق الأوسط وبداية فتح مسار من العلاقات الدبلوماسية.

عصر جديد في الشرق الأوسط

من وجهة النظر الإسرائيلية من المهم أن تطرح إسرائيل بمبادرة منها الموضوع للنقاش عن طريق علاقاتها مع مصر والأردن أو العديد من إمارات الخليج. ولكن من المنطقى القول بأن هذا المشروع لا يمكن أن يتم إلا إذا تغيرت السلطة فى إسرائيل وألا تكون فى يد حكومة يترأسها نتنياهو المتمرس فى سياسة “اجلس ولا تفعل”1.

ولتحقيق خظوة مميزة كهذه يجب أن يبدأ كل زعماء الأطراف المعنية بالأمر بعد الإنتخابات، في سرية ومن وراء الكواليس في المفاوضات للوصول لشروط التعاون والتي يجب أن تكون بسيطة وواضحة، مثل، ماذا ستكون الأهداف القائمة لإستمرار المشروع المشترك، وماذا سيكون المقابل الإستراتيجي وما تلك الحالات التي سيُستخدم فيها خيار الحماية التي ستوفره إسرائيل. وبعد أن تتضح الشروط يُمكن إعلانها للعالم.

الجمع بين قوات من هذا النوع سيشكل عصر جديد في الشرق الأوسط والذي يُمكن أن نُعرفه بعنوان “الذرة الإسرائيلية كوسيلة حماية وردع ضد تهديدات السيطرة الإيرانية”. وفى مثل هذه الحالة لن تكون هناك حاجة للمفاوضات التي لا تنتهي وعديمة النتائج بين ممثلي الدول العظمى وبين حكام إيران وبذلك لا تثار وسط النقاش العقيم أسئلة مثل “دولتين لشعبين” و”تقسيم القدس” و”حق العودة”.

إن تحقق بالفعل هذا الخيار الهام والجرئ يمكن القول أن التهديد الذري الإيراني قد خلق رأس الحربة الذى  يُستخدم في دفع عملية السلام بين إسرائيل وجيرانها وليس الحرب. فكل المطلوب من الأطراف هو “التفكير خارج الصندوق”. وحسب المكتوب في مصادرنا أن مقولة “بسبب أنه ليس لأجلها – سيكون لأجلها2“.

تعليق المترجم:-

1 مقولة تصف حالة في اليهودية يبيح فيها الحاخامات عدم تنفيذ وصية افعل ( أى احد الأوامر التوراتية).

2 مقولة في التلمود تعنى أن من ينشغل بأمر وهو لا يحبه سيأتى عليه اليوم الذى يحب فيه هذا الأمر.