15-3-2015

يونى بن مناحيم

اتهم العرب إسرائيل منذ قيامها بأن لها تطلعات توسعية فى الشرق الأوسط وأنها تتطلع إلى أن تكون حدودها من الفرات وحتى دجلة، لكن ظاهرة الربيع العربى تثبت أن هناك عناصر أخرى فى الشرق الأوسط لديها مثل هذه التطلعات.

تركيا برئاسة أردوغان تريد إقامة سلطنة عثمانية، وتنظيم الدولة الإسلامية وحركة الإخوان المسلمين يريدون إقامة خلافة إسلامية، والأكثر خطراً من الجميع هى إيران التى تريد إقامة امبراطورية ايرانية مزودة بقنبلة نووية.

من الواضح أن الإيرانيين لايخفون تطلعاتهم هذه، فقبل عدة أيام صرح على يونس مستشار الرئيس الإيرانى حسن روحانى بأن ” إيران امبراطورية كما كانت على مر التاريخ وبغداد هى عاصمتها”.

بل إنه تمادى وسرد سلسلة من أعداء إيران حيث قال ” منطقة الشرق الأوسط كلها إيرانية، ونحن نواجه الأصولية الإسلامية والتنظيمات الجهادية، والكفار والعثمانيون الجدد، والوهابيين، والغرب والصهيونية” وما يدل على ضعف ووهن الدول العربية أمام إيران هو صمتها المطبق إزاء تصريحات المسئول الإيرانى رفيع المستوى.

وزارة الخارجية العراقية فقط هى التى أصدرت بياناً مقتضباً قالت فيه ” نحن متعجبون من التصريحات المنسوبة للشيخ على يونس فيما يتعلق بالعراق”.

وهذا هو نفس العراق الذى حارب إيران على مدى ثمانى سنوات خلال فترة حكم صدام حسين.

وهناك مسئول إيرانى آخر رفيع المستوى وهو على شمخانى سكرتير عام مجلس الأمن القومى أكد على كلام على يونس وقال “إيران منعت سقوط دمشق وبغداد وأربيل فى يد داعش وهى التى تسيطر اليوم على العراق”.

ايران لديها شعور جارف بالقوة وهى تسيطر حالياً على أربع عواصم عربية بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء ولاتزال يدها تتمدد.

وستقوم إيران قريباً بالتوقيع على مايبدو مع الدول العظمى على اتفاق فى الشأن النووى وهو ما سيجعلها على أعتاب امتلاك القدرة النووية، وليس هناك عنصر عربى جاد يقف فى طريقها.

الدول العربية غارقة فى الصراعات ومتفرقة فيما بينها ولم تنجح السعودية بقيادة الملك الجديد سلمان بن عبدالعزيز حتى الآن فى تكوين محور من الدول السنية، والذى من المفترض ان يوقف توسع إيران.

وغياب الملك السعودى عن المؤتمر الإقتصادى الذى عقد مؤخراً فى شرم الشيخ نهاية الأسبوع الماضى يعد صفعة للرئيس السيسى، فقد اكتفى بإرسال وفد برئاسة ولى العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز.

يحاول ملك السعودية إنشاء ” محور سنى” لصد إيران لكنه ينحى مصر الكبرى جانباً ويحاول التقرب إلى المحور التركى القطرى ذو  الصلة الوثيقة بحركة الإخوان المسلمين المناهضة لنظام الرئيس السيسي.

ومن المهم جداً أن نرى ما إذا كان ملك السعودية سيشارك فى القمة العربية المزمع عقدها فى القاهره نهاية الشهر الجارى وهل سيرفع حركة الإخوان المسلمين من قائمة المنظمات الإرهابية فى بلاده أم لا.

الإستراتيجية الجديدة والمتخبطة التى يتبناها ملك السعودية لصد إيران من الممكن أن تدفع مصر إلى أذرع إيران، فالإيرانيون يقرأون هذه الإستراتيجية الجديدة ويحاولون احتواء مصر لتفريق “المحور السنى” وقد نقلت إيران رسائل إلى القاهرة بأنها لن تضر بحرية الملاحة فى مضيق باب المندب.

وقد رفضت تركيا – الموجودة فى صراع مع نظام السيسى على خلفية إسقاط نظام الإخوان المسلمين فى مصر بواسطة الجيش- طلب ملك السعودية للمصالحة مع مصر وتحتفظ بعلاقات جيدة مع إيران. وهى تهتم بالعلاقات التجارية الجيدة مع إيران وتفرق بين العلاقات الثنائية والمصالح الإقليمية.

معسكر الدول السنية فى المنطقة ممزق ولن ينجح فى التكتل أمام محور إيران- سوريا – حزب الله والذى يتطلع أيضاً للمصالحة مع حركة حماس فى قطاع غزة.

فى نهاية هذه الشهر يتم عقد القمة العربية فى القاهرة والسؤال الذى يشغل العديد من الدول العربية هو هل ستتمكن هذه الدول من بلورة خطة عملية تحميها من التوسع الإيرانى أم لا.

فى هذه المرحلة يبدو أن فرص حدوث ذلك ضعيفة.

رابط الخبر