اسباب فوز نتنياهو والليكود فى الإنتخابات الإسرائيلية
فوز نتنياهو والليكود فى الإنتخابات الإسرائيلية كان معروفاً قبل موعد الإنتخابات بعدة أشهر لكن لم يلحظه أحد , فى الثالث عشر من فبراير أى قبل الإنتخابات بشهر واحد نشر موقع ديبكا تحليلاً للمعركة الإنتخابية تحت عنوان ” نتنياهو الذى حول نفسه إلى نجم لفيديوهات الإنتخابات فى شبكات التواصل الإجتماعى يضحك فى الطريق إلى صناديق الإقتراع , وهناك الكثير فى المؤسسات الأمنية والأكاديمية والإعلامية والثقافية من قال –دون استناد إلى شيئ سوى الكراهية الشخصية لنتنياهو- بأنه سيخسر الإنتخابات هو والليكود بشكل كبير.
وفيما يلى خمسة دلائل على أن نتنياهو كان سيفوز فى الإنتخابات:-
1- بناء نتائج معركة إنتخابية على أساس مسألة سلبية يعتبر خطئاً استراتيجياً كبيراً، فالمعركة على نتنياهو لإظهاره بأنه زعيم لابد أن نقوم بتغييره، وزوجته ساره كأنها رمز وجذر السوء فى الدولة وفى سياسات الليكود، أتت بنتائج عكسية, هذه المعركة أدارها أعداء نتنياهو بشكل مكثف، حتى ضاق الجمهور الإسرائيلى بها ذرعاً ورفضها وعاد إلى دعمه لنتنياهو، وهذه الخطوة لم تكن لتحدث دون تدخل نتنياهو فيها بصورة رزينة، حيث حول نفسه إلى “ضحية المكائد” المظلوم فى المعركة الإنتخابية.
2- محاولة إظهار المجتمع الإسرائيلى كمجتمع يتم استغلاله واستنزافه بواسطة السلطة حيث أن جميع الخدمات بدءاً من الخدمات الصحية حتى التعليمية تنهار، كانت لها أيضاً نتيجة عكسية وجاءت لصالح نتنياهو, بالفعل هناك ما يحتاج الإصلاح فى العديد من المجالات، لكن المجتمع الإسرائيلى يعيش فى ظل مستوى خدمات أعلى من مثيله فى الخارج، فالبطالة فى إسرائيل من أقل النسب فى العالم الغربى وهى حوالى 5%. وأسعار الأطعمة تنخفض، والشيكل الإسرائيلى متماسك أمام الدولار واليورو.
3- كما ان محاولة إظهار نتنياهو والليكود على أنهم المتهمين الوحيدين فى أزمة الإسكان وأسعار الوحدات السكنية قد فشلت أيضاً, جميع الإسرائيليين يعلمون جيداً جذور الأزمة التى بدأت قبل وصول نتنياهو إلى السلطة بعدة سنوات، والجمهور الإسرائيلى الذى استمتع بوفرة المياه العذبة غير المحدودة بسبب الأموال التى استثمرتها الحكومة فى برامج تحلية المياه، وشبكات الطرق المتطورة، وخدمات القطارات والمواصلات المتطورة دائماً، والأسعار المنخفضة فى الإتصالات، كان مستعداً لسماع نتنياهو لأن لديه خطة لحل أزمة الإسكان، وإذا اتيحت له الفرصة فى فترة حكم أخرى- وهى الرابعة- سيحاول حل تلك الأزمة.
4- مزاعم معارضى نتنياهو الذين خسروا فى الأنتخابات التى تقول بأنه قد ثبت مرة أخرى أن المسائل الأمنية تغطى على المسائل الإقتصادية فى إسرائيل ليست صحيحة, الناخب الإسرائيلى لم يمنح نتنياهو فقط فترة حكم أخرى لكنه خفض قوة الأحزاب اليمينية، وأنشأ حالة يملى فيها نتنياهو مسارات عمل الحكومة، فى حين أن الوضع فى حكومته السابقة كان مختلفاً تماماً.
5- هناك اتفاق دائماً فى إسرائيل بأن رئيس الوزراء الإسرائيلى الذى يدخل فى مواجهة شخصية مع رئيس الولايات المتحدة يجب ان يترك موقعه، لكن هناك أربعة أمور قد غيرت من توجه الناخب الإسرائيلى فى هذه الإطار فى 2015 وهى:-
أ- يرى الناخب الإسرائيلى ويدرك جيداً ما يحدث فى بلدان الشرق الأوسط من حوله، من انقلابات وحروب أهلية وزيادة تهديد تنظيمات القاعدة وتنظيمات إسلامية أصولية أخرى. وقد نجح نتنياهو أثناء وجوده فى منصبه لمدة ست سنوات فى إنشاء نظام تأمين متطور حول إسرائيل من الشمال والجنوب، حيث أن حكومته قد استثمرت موارد عديدة فى زيادة مستوى القدرة العملياتية للجيش وسلاح الجو وسلاح البحرية، وهذا سبب فشل الشعار الذى رفعه معارضو نتنياهو دائماً بأن أمن جميع الإسرائيليين قد تضرر فى فترة حكمه.
ب-فى نتائج الإنتخابات تبين أن الناخبين الإسرائيليين قد شعروا بأن نتنياهو ووزير الدفاع موشيه يعلون يقدمون لهم حزاماً أمنياً كافياً وانهم يعملون بمسئولية وتروى.
ج-الجمهور الإسرائيلى يتابع نتائج سياسات الرئيس أوباما فى الشرق الأوسط, وهذا الجهمور يقدر رئيس الوزراء الذى يكون مستعداً للدخول فى مواجهة مع رئيس الولايات المتحدة لكى لا تصل نتائج هذه السياسة لتضر بإسرائيل, وعود معارضى نتنياهو بأنهم سيعملون على إصلاح العلاقات بين إسرائيل والإدارة الامريكية كانت لها نتيجة عكسية، فالجمهور الإسرائيلى يريد إصلاح العلاقات لكنه غير مستعد لأن يحدث أى شيئ على حساب أمنه.
د- التغيرات الديموغرافية فى التركيبة السكانية فى إسرائيل تؤثر على المواقف القومية والأمنية الخاصة بالدولة، وقد كانت أكبر موجتين للهجرة فى السنوات الأخيرة من روسيا وفرنسا، وهى التركيبة السكانية التى لا ترى فى المواجهات مع الإسلام الأصولى من جانب والولايات المتحدة الأمريكية من جانب آخر، شيئاً غريباً عليها.