19-3-2015

ميدل نيوز

 

خلال زيارة الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” إلي كوبا في شهر يناير، طلب السماح لحكومته ببناء مسجد على أراضي العاصمة هافانا. وتبنى تركيا الآن 18 مسجد كبير في أنحاء العالم في ألبانيا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وقرغيزستان والفلبين وبريطانيا وفى الأراضى الفلسطينية والصومال.

يرى محللين تركيين في تلك المجهودات جزء من هدف عام لأردوغان لجعل تركيا على كرسي الزعامة في العالم الإسلامي، هذه المكانة التي كانت تسيطر عليها الإمبراطورية العثمانية منذ القرن الـ15 وحتى بداية القرن الـ20. وحسب المحلليين فإن هذه الإستراتيجية ورائها طموحات إمبريالية – وهي عودة المجد العثماني إلى تركيا وهذا هو التوجه الرئيس في سياسة أردوغان وحزبه.

“يسوكال تسكين” خبير سياسي في جامعة مرمرة في اسطنبول، قال لموقع “قنطرة” بهذا الشأن أن في داخل حزب أردوغان حوار شائع حول الإزدهار المتجدد القريب للحضار الإسلامية، حيث تبدو تركيا كما لو أنها على أعتاب هذا الإزدهار. وفي خطابات أردوغان يُكثر من ذكر الرموز الإسلامية وخطابه المناهض للغرب والتظاهر بأنه يتحدث باسم المسلمين. وهو يتحدث كثيراً عن تزايد خطر الإسلاموفوبيا المنتشرة في الغرب وطالب أن يكون هناك مكان دائم لدولة إسلامية في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ولكن هذا ليس مجرد خطاب وكلمات تقال، لكنه أيضاً أفعال. الـ”ديانت” الهيئة الحكومية التركية التي تنظم شؤون العقيدة الإسلامية، حظيت بتوسع عالمي وإهتمام كبير خلال فترة حكم أردوغان. وبالإضافة إلى بناء المساجد أكثرت تركيا من المنح الدراسية ومشاريع البحث الأكاديمية التي تعرض إستضافة الطلاب من جميع أنحاء العالم على أراضيها. لذلك يمكن مشاركة المجهودات في المجال التعليمي الديني في تركيا من أجل جذب المسلمين من جميع أنحاء العالم، والحقيقة أن تركيا رابع أكبر مانحى الأموال فى العالم من جانب المنح التى تفقدمها، والمال كما نعرف له تأثير أقوى.

في حزب السلطة التركي يؤمنون أن كل الدول التي كانت تحت سيطرة الإمبراطورية العثمانية، في الماضي، تشترك في نفس النظرة الإيجابية نحو الإمبريالية. إلا أن المحللون يفسرون أن هذا الحزب لا يفهم أن غالبية الشرق الأوسط يشعر بالإشمئزاز حيال الماضي الإستعماري.

وبإستثناء النفور الإقليمي من عودة الماضي العثماني، وجدت تركيا نفسها في منافسة مع دول مسلمة أخرى وخاصة السعودية والتي كانت خلال عقود كاملة توزع أموال عوائدها من النفط في جميع أنحاء العالم الإسلامي. وبالفعل السعودية أيضاً عرضت على كوبا إقامة مسجد على أراضيها مثل مقترح تركيا.

ومن الجدير بالذكر أن مصر التي حتى الآن تعتبر الكيان الأول في العالم الإسلامي وصاحبة التأثير الأقوى كمكان أساسي لإصدار الفتاوى والتعاليم الدينية. تكره تركيا السلطة المصرية ولازالت تدعم الإخوان المسلمين وهذا ما يثير غضب الكثير من الدول في المنطقة. فدعم تركيا للإخوان المسلمين وأخطاء أخرى قامت بها تركيا بعد أحداث الربيع العربي يُقلل من فرص تركيا في الزعامة الإسلامية حتى أنها تنعدم نهائياً.

رابط الخبر