22-3-2015

يهودا دروري 

 

 

تلتزم الحكومة الجديدة في إسرائيل برفض أي حل أمريكي أروربي يُقترح حتى اليوم بشأن القضية الفلسطينية لأن تلك الكيانات لا تعرف حجم الخطر على دولة إسرائيل حين نمنح الفلسطينيين الإستقلالية الكاملة. ولكن وعلى الجانب الآخر ستلتزم إسرائيل بإقتراح حل بديل يكون مناسباً وممكناً لموضوع السيطرة على أراضي السلطة الفلسطينية. وحل كهذا سيبرز في تنفيد أحادي الجانب لإجراءات خاصة.

نقطة البداية لدينا هي القانون الدولي الذي حدد بوضوح (في مؤتمر سان رامو 1923)، أننا أصحاب السيادة الحصرية على كل تلك المنطقة الواقعة غرب الأردن. وحسب ذلك سنعُلن الحكم الذاتي للفلسطينيين على المنطقة الواقعة تحت سيطرتهم، وهذا الحكم الذاتي سيمكنهم من حكم مستقل وكامل (فيما عدا إمتلاك وإستخدام الأسلحة والقوات العسكرية)، ويتضمن تعاون إقتصادي موسع وبعد مرور 10 سنوات وعندما يثبتوا أنهم كيان يريد السلام سيتمكنون من الحصول على الإستقلالية الكاملة كدولة فى كل شئ.

لا شك أن هذا المقترح (وأنا متأكد أن اليسار الإسرائيلي أيضاً سيؤيده) لا يُظهر مدى جدية الجانب الإسرائيلي لحل المشكلة فقط، ولكن كونه معقولاً، يمكن أن يجلب دعم دول عربية كثيرة. وعلى الجانب الآخر سيكون الرفض الفلسطيني لمشروع كهذا هو رفض لعملية السلام وبالتالي يتيح لنا الإستمرار في فرض السيطرة.

إنهاء “الإحتلال”

هذا المقترح لا يتطلب الإعتراف بنا كدولة الشعب اليهودي، ولن يحل مشكلة القدس أو “حق العودة” ولا حتى ترسيم حدود ثابتة. فهذا لن يكون إتفاق مشترك مع الفسلطينيين، بل إتفاق مع الأمم المتحدة (بدعم الدول العظمى) كحل مبدئي لإنهاء “الإحتلال” ولفتح الطريق  أمام الإستقلال الفلسطيني. لا حاجة لنا فى ترسيم الحدود في هذه المرحلة الأولى، وسيكون هناك تقسيم نظري للمنطقة – لإنشاء أربع محافظات تحت الحكم الذاتي الفلسطيني (جنين ونابلس ورام الله والخليل). وبهذا الشكل سيكون من السهل على الجيش الإسرائيلي مراقبة الحدود المشتركة (والإستعدادات على طول الحدود مع الأردن) وكل ما يحدث في المنطقة من الناحية الأمنية، دون التدخل في منطقة الحكم الذاتي، إلا فقط لوقف عمليات العنف المنظمة أو المخططة نحونا (وضع مشابه لما يحدث الآن …).

أنا أعتقد أن الإقتراح يجب أن يشمل أيضاً نقل الأراضي العربية في شرق القدس للحكم الذاتي الفلسطيني وهم سكان معاديين لنا قوامهم حوالى 300.000 فلسطيني يشملهم الضمان الإجتماعي الإسرائيلي وينفق عليهم المليارات سنوياً… وإجراء كهذا يستوجب إقامة حاجز مادي حقيقي في شرق المدينة، وإذا أرادوا تسمية تلك الأحياء كعاصمة لهم فليفعلوا ذلك. لا شك أن العالم الغربي يعلم القدس عاصمة لمن….

وفى ظل الأجواء الموجودة الآن فى العالم العربي يمكن إلإفتراض بأن دولاً مثل مصر والأردن وحتى السعودية سيرحبون بهذا الحل الذي سيخفف من حدة التوتر الداخلي من أجل مواجهة الأعداء الخارجيين. ويُمكن إقتراح حل مشابه من أجل قطاع غزة مع مرور الوقت…